يعتبر الحمام من الأماكن الذي ينفصل فيها الإنسان عن العالم الخارجي ليخضع بذلك لمجموعة من الطقوس المشتركة بين البشر في كل أماكن العالم‚ رغم اختلاف الثقافات و الحضارات الإنسانية‚ و ذلك بفضل نضامه – الحمام- و فضاءه المعماري الذي يتحدث عن كل الحضارات بزخمها و رونقها و تراثها الذي يعكس الثراءها الثقافي و خصوصية كل حقبة على حدى‚ هذا الثراء المعماري ما هو إلا نتيجة لشعرية هذا المكان كما وصفه مجموعة من الشعراء بحيث يذخل الإنسان في حياة نفسية يتحرر فيها من كل القيود و يعبر فيها عن كل ما يخالجه بكل حرية و طلاقة حتى أن هناك من سماه "حانة الروح" لأنه ينتج الجمال بكل أصنافه و اللذات الفر دانية و أحيانا جماعية حيث يسافر فيها الإنسان داخل نسق ابستمولوجي تبرزه تلك النقوش و الزخاريف و القباب المقوسة و الزجاج الملون تقرب من ابتعد و تظهر ما خفي لان ما خفي أعظم هي أحاسيس تتوهج نفسية الشخص ليصبح عاشقا لنفسه محتفيا بجسده