تاريخ الفيروسات
الإنفلونزا الإسبانية‘ 1918-1919:
حدثت خلال القرون الثلاثة السابقة، 10 جائحات إنفلونزا عالمية على الأقل 3 منها في القرن الأخير وحده، بينها ما عرف باسم ’الإنفلونزا الإسبانية‘ 1918-1919. وهي أشد فاشية مرضية حدثت في تاريخ البشرية، ويعتقد أن تلك الجائحة قد سببت وفاة بين 20 و 50 مليون في أنحاء العالم. توقع تلك الكارثة، والنتائج المربكة للإنفلونزا الفصلية هو ما جعل الإنفلونزا الفيروس الثاني الأكثر دراسة في العالم، بعد فيروس العوز المناعي البشري HIV.الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.
في أغسطس 1918، ظهرت سلالة أكثر ضراوة في وقت واحد في بريست، فرنسا؛ وفي فريتاون، سيراليون؛ وفي الولايات المتحدة في بوسطن بماساتشوستس. انتشرت الإنفلونزا الإسبانية أيضًا عبر أيرلندا، إذ عاد الجنود الأيرلنديون إليها. أطلق الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على المرض اسم الإنفلونزا الإسبانية، وذلك أساسًا لأن الوباء تلقى اهتمامًا صحافيًا أكبر بعد انتقاله من فرنسا إلى إسبانيا في نوفمبر 1918. لم تشارك إسبانيا في الحرب ولم تفرض رقابةً في وقت الحرب.
عندما يعطس الشخص المصاب أو يسعل، ينتشر أكثر من نصف مليون جسيم فيروسي إلى كل من يجاور الشخص. تسببت التحركات القريبة والكبيرة للقوات في الحرب العالمية الأولى في انتشار الوباء، وزاد هذا من انتقال الفيروس وزيادة طفراته. قد تكون الحرب سبب الزيادة في قدرة الفيروس بالقضاء على المصابين به. يتكهن البعض بأن أجهزة المناعة لدى الجنود قد ضعفت بسبب سوء التغذية، فضلاً عن الضغوط القتالية والهجمات الكيميائية، ما يزيد من قابليتها للتأثر.
مجلة الصحة العالمية