أمة إقرأ لا تقرأ، وأمة العلم هجرت العلم، غريب أننا أمة أمرت بالتداوي والبحث عن الدواء ولا دواء لنا، غريب أن تدخل إلى أي صيدلية وتجد كل الأدوية صنعها الغرب وتحمل أسماء غربية، غريب هذا الأمر وخصوصا أن الحضارة الإسلامية أنجبت أشهر الأطباء وذلك في العصر الذهبي للإسلام عندما كان الإسلام هو المحفز على البحث العلمي، حيث كان ينطلق المسلم من تحفيز الأيات الكريمة والأحاديث النبوية على طلب العلم والدين هنا ليس يخالف العلم كما يقول بعض الذين لا يفقهون في الدين سوى ما أوحى لهم الشيطان اللعين، لكن مضت تلك الأيام اليوم لم تعد لنا حضارة كانت ورحلت مع رجالها، اليوم لم نعد نسمع لا لكلام الله عز وجل ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه إلا من رحم ربي، لا فيما يخص العبادات ولا في ما يتعلق ب طلب العلم وطلب علم عبادة في الاسلام، ولكن مع الأسف ابتعدنا عن الدين والعلم وأصبحنا عالة على العالم المتحضر، عالة لا ننتج لا أدوية ولا أغطية ولا أغذية ولا أحذية ولا فول وطعمية ولا حتى حتيت عربية، علينا أن نخجل من أنفسنا، نعم لدينا علماء وعقول نيرة ولكن إما أنهم في مختبرات الغرب أو معطلين ومهمشين ويضربون من قبل الغفير وأبو جهل جالس في المقهى يتشفى فيهم ويصفهم بما ليس فيهم، لذلك علينا أن نخجل من أنفسنا لأننا لم نكترث لهم وأهمالناهم كما فعلت حكوماتنا الصورية، علينا أن نخجل لأننا نفتخر أن نعلق صورة فنان حقير وضيع مدمن خمر أو فنانة داعرة عارية على جدار منزلنا ونخجل أن نعلق صورة طبيب أو عالم أو مثقف أو شهيد ضحى بحياته لتعيش أنت وسط الغفير، علينا أن نخجل لأننا نسمي مدارسنا بأسماء علماء كبار في الحضارة الإسلامية ابن سينا والرازي والكندي وعندما تسأل تلميذ أو حتى أستاذ أو مدير عن الرازي لا يعرف عنه أي شيء سوى اسمه الذي علق على لافتة باب المدرسة، فما بالك بالانسان العادي أو أي غفير يمشي في الأرض وهمه جمع المال والأكل والشرب وإذا مرض يذهب إلى الصيدلية التي تحمل اسم ابن البيطار ليشتري دواء صنعه له العام جاك الذي يعيش فيما وراء الاطلسي والمتوسطي والهادي والهندي ليعيش الغفير الذي يعرف اسم الدواء الذي صنعه له عمه جاك ولا يعرف لماذا الصيدلية تحمل اسم ابن البيطار؟
